المثلث اللغوي



‎دراسة لغوية دلالية للمفردات التي تتفق في ترتيب الحروف، وتختلف في حركاتها.
‎وسميت مثلثات لأنها تجمع كل ثلاث كلمات في مجموعة، تتغير معانيها حسب حركة حرف واحد فيها .
‎ويعني أن الكلمة إذا تغيرت حركة اولها أو اوسطها فإن ذلك يؤدي إلى اختلاف معناها وانتقالها من معنى إلى معنى دلالي آخر. 
‎وضعها أبو علي محمد بن المستنير المسمى: "قطرب" فسميت باسمه. 
‎وقد اشتهر بلقب (قطرب) الذى هو اسمٌ لدودة صغيرةٍ تخرج فى الليل ولا تَكُفُّ عن الزحف .
‎لأنه كان يأتى لأستاذه سيبويه فى الليل ليسأله عن أشياء علمية تشغله ، 
‎وكان يبكِّر فى الفجر منتظراً خروج سيبويه ليتعلَّم منه ..
‎وذات يوم خرج سيبويه فى السَّحر (الثلث الأخير من الليل) فوجد تلميذه هذا ينتظره على الباب .
‎فقال له : أنت قطرب ! .. فاشتهر بذلك اللقب، 
‎ويعد اول من كتب في المثلث اللغوي.

نماذج من المثلثات:
١-السَُِّلام، بفتح السّين وكسرها وضمّها مع التّشديد، فأمّا السَّلام – بفتح السّين- فيعني التحيّة، ومنه قوله جل ذكره"تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ" وأما السِّلام- بكسر السّين- فجمع سَلِمَة وهي الحجارة، وأمّا السُّلام- بضمّ السّين- فعروق ظاهر الكفّ والقدم، وجمعها سُلاميات وسِلاَم.
وإلى المعاني الثلاثة أشار بعضُهم:
بَدَا وَحَيَّا بِالسَّلاَمْ ... رَمَى عَذُولِي بِالسِّلاَمْ
أَشَارَ نحْوِي باِلسُّلاَم ْ... بِكَفِّـهِ الْمُخْتَضَبِ

٢-الكَُِلام، بفتح الكاف وكسرها وضمّها، فبالفتح تعني كلام النّاس المعروف، وبالكسر تعني الجراحات، واحدها كِلم، وأمّا بالضمّ فالأرض الصّلبة، فيها الحصى والحجارة، قال بشر بن أبي خازم:
نَطُوفُ بِسَبْسَبٍ لاَ نَبْتَ فِيهَا ... كأنَّ كُلاَمَهَا زُبَرُ الْحَدِيدِ
وقد رجز أحدهم المعاني الثلاثة فقال:
تَيَّمَ قَلْـبِي بِالْكَلاَمْ ... وَ فِي الْحَشَا مِنْهُ كِلاَمْ
فَسِرْتُ فِي أَرْضٍ كُلاَمْ ... لِكَيْ أَنَالَ مَطْلَبِي

٣-الصَُِّرّة، بفتح الصّاد وكسرها وضمّها، فبالفتح تعني الجماعة من الناس، قال تعالى"فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها" وبالكسر تعني الليلة الباردة المظلمة، قال عزّ وجلّ"مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ" وأمّا بالضمّ فالخرقة يصرّ فيها الشيء، قال تأبّط شرّا: 
لاَ يَعْرِفُ الدِّرْهَمُ الْمَضْرُوبُ صُرَّتَنَا … لَكِنْ يَمُرُّ عَلَيْهَا وَهْوَ مُنْطَلِقُ
وقد نظم أحدهم المعاني الثلاثةَ قائلا:
صَاحَبَنِي فِي صَرَّةٍ ... فِي لَيْلَةٍ ذِي صِرَّةٍ
وَمَا بَقِي فِي صُرَّةٍ ... خَرْذَلَة ٌ مِنْ ذَهَبِ

٤-القَُِسط، بفتح القاف وكسرها وضمّها، فأمّا القَسط- بفتح القاف- فهو الجور، ومنه قوله تعالى"وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً" وأمّا القِسط- بكسر القاف- فهو العدل، قال تعالى"وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ "وأمّا القُسط – بضمّ القاف- فهو الذي يتبخّر به.
وإلى المعاني الثّلاثة أشار بعضهم بقوله:
طَـارَحَنِي بِالْقَسْطِ ... وَلَمْ يَزِنْ بِالْقِسْطِ
فِي فِيهِ طَعْمُ الْقُسْطِ ... والْعَنْبَرِ الْمُطَيَّبِ

٥-العَُِرف، بفتح العين وكسرها وضمّها، فبفتح القاف تعني ريح العود، وبكسرها تعني الصّبر عند المصيبة، قال ابن دهبل:
قُل لاِبنِ قَيْسٍ أَخِي الرُّقَيَّاتِ ..... مَا أَحْسَنَ الْعِرْفَ فِي الْمُصِيبَاتِ
وأمّا بالضمّ فتعني المعروف، قال تعالى"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ" وجمع أحد العلماء المعاني الثلاثة فقال:
ظَبْيٌ ذَكِيُّ الْعَرْفِ ... وَآخِذٌ بِالْعِرْفِ
وَآمِـرٌ بِالْعُرْفِ ... سَامٍ رَفِيعُ الرُّتَبِ

٦-الجَدّ، والجِدّ، والْجُدّ، بفتح الجيم وكسرها وضمّها، فأما الجَد – بفتح الجيم – فهو أبو الأب، وهو البخت أيضا، وهو أيضا عظمة الله تعالى القائل"وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلدا" وأمّا الجِدّ – بكسر الجْيم- فيعني الاجتهاد في الأمر، قال الشاعر:
وَإِنَّ الذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي ... وَبَيْنَ بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدّا
وأمّا الْجُدّ – بضم الجيم –فهو البئر القديمة.وقد جمع المعاني الثلاثة أحدهم فقال:
عالٍ كريم الْجَدَّ ... أفعاله بالجِدّ
ألفيته في جُدّ ... معطّل مضطربي

٧-الْجَواري، والجِوار، والْجُوار، وردت بفتح الجيم وكسرها وضمها، فأما الْجَواري – بفتح الجيم – فجمعُ جارية، وقد يراد بها السفن لقوله تعالى"وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَام" وأما الجِوار – بكسر الجيم – فهي المجاورة ابن أحمر: 
إِذْ لَوْ تَرَى شِكْلاً يَكُونُ كَشِكْلِنَا .... حُسناً، وَيَجْمَعُنَا هُنَاكَ جِوَارُ
وأمّا الْجُوار – بضم الجيم –فهو الصوت العالي في الحرب وغيرها.
وإلى المعاني الثلاثة أشار بعضهم بقوله:
غنِي وغنّته الْجَوار .... بالقرب مني والجِوار
فاستمعوا الصوت الْجُوار .... وافتتنوا بالطرب
٨-الْحَمام، والحِمام، والْحُمام، بفتح الحاء وكسرها وضمّها، فأما الْحَمام – بفتح الحاء فهو الطير، وأمّا الحِمام – بكسر الحاء- فيعني الموت، وأمّا الْحُمام فهو اسم رجل، قالت الخنساء: قتلنا عمير بن الْحُمام ورهطَه .... وجمعَهم حتى النساء الحواملا
وقد رجز أحد العلماء المعاني الثلاثة فقال:
قولوا لأطيار الْحَمام .... يبكينني حتى الحِمام
أما ترى يابن الْحُمام .... ما في الهوى من كرب
٩-الرَّقاق، والرِّقاق، والرُّقاق، بفتح الراء مشددة وكسرها وضمها، فأمّا الرَّقاق – بفتح الراء مشددة – فهي الرمال المتّصلة، وأمّا الرِّقاق – بكسر الراء- فما نضب عنه الماء من جوانب البحر أي غار في الأرض، وأمّا الرُّقاق – بضم الراء – فهو الخبز المرقوق، قال جرير: تُكَلِّفُنِـي مَعِيشَةَ آلِ زَيْدٍ .... وَمَنْ لِي بِالرُّقَاقِ وَبِالصِّـنَابِ
والصناب : صِباغٌ يتخذ من الخردل والزبيب، وذكر في كتاب قطرب: النضاب، وهو محرف.
وقد نظم أحدهم المعاني الثلاثة فقال:
هذي علامة الرَّقاق .... فانظر إلى أهل الرِّقاق
هل ينطق بعد الرُّقاق .... بالصدق أو الكذب
١٠-السّهَام، والسِّهام، والسُّهام، فأمّا السّهَام – بفتح السين – فيعني شدّة الحر، وأمّا السِّهام فجمع سهم، وهو معروف، وأمّا السُّهام فلهب الشّمس.
وإلى المعاني الثلاثة أشار أحدهم بقوله:
خدّدَ في يوم سَهام .... قلبي بأمثال السِّهام
كالشمس إذ ترمي سُهام .... بضوئها واللهب
ومعنى قوله ( خدد ) في النظم أي احمرّت خدوده وعظمت.
١١-الصَّلّ، والصِّلّ، والصُّل، بفتح الصاد وكسرها وضمّها، فأما الصَّلّ – بفتح الصاد – فهو ضرب الحديد بعضه ببعض، وأمّا الصِّل – بكسر الصاد – فهو الحية الصغرى التي تكون في الرمال، وأمّا الصُّلّ – بضم الصاد – فهو ما نتن من اللحم.
ونظم أحدهم المعاني الثلاثة فقال:
لا تركَـنَنْ للصَّلِّ .... ولا تـلُد بالصِّـل
واحذر طعام الصُّلِّ ... وانهض نهوض المحدب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

22 نصيحة من ســتيـفن كــينــغ لتصبح كاتبا عظيما

أحببت رجل متزوج زوجته كانت صديقة طفولتي

رحلة جنون بقلم رثد نيازي