ابو عدي وجاره المسلم. الموصل

ابو عدي وجاره المسلم.
سعد مسلم و جاره مسيحي لم يكن قد رآه او تعرف بعائلته من قبل لكنه كان يعلم ان له
جار مسيحي يبعد عن داره ثلاثة دور.
في يوم الجمعة الاسود عندما نودي في الجوامع من قبل دعاة داعش انه يتوجب على الاخوة المسيحيون مغادرة دورهم بثيابهم وان يتركوا ورائهم كل شئ واعطاهم مهلة حتى صباح السبت.جاء ابن سعد الى ابيه باكيا يقول له الدواعش سيخرجون اهل صديقه من الموصل الى الابد. لم يصدق سعد ما قال له ابنه وتوجه فورا الى بيت جاره المسيحي ودخله لاول مرة في حياته.تاكد سعد من الموضوع وبدات الاتصالات بجميع الشيوخ الذين تحسب لهم كلمة. و رجال الدوله من المستوى العالي
وطلب سعد تحضير الحلي الذهبية لزوجته لكي يدفع جزية جاره المسيحي في حالة قبول داعش لدفع الجزية. واستمرت الاتصالات حتى الساعة السادسه مساءا من ذلك اليوم المشؤوم.
وبعد الياس من اي امل تحضرت العائلة المسيحية الكريمة للمغادرة وسط بكاء ابنها الاصغر وابن سعد الاصغر لانهم كانوا اصدقاء منذ الصغر في المحلة وفي المدرسة.
طلبت العائلة المسيحية ايداع سيارتها الBMW عند احد الجيران فتطوع سعد ان ياخذها واودع ابنهم الصغير اجهزته وهواتف عائلته واثاثه الغالي على نفسه عند ابن سعد.
وغادرت العائلة مودعة بالبكاء والدموع.
سعد لديه في داره سيارتان احداهما بيضاء اللون والاخرى رمادية. فقام بنقل سيارته البيضاء الى دار اباه ووضع امانته البيضاء في صدر الكراج واوقف السيارة الرمادية خلفها. بعد اسابيع بدأ الدواعش بالتفتيش وسرقة بيوت المسيحيين.حافظ اولاد سعد واولاد اخوته على بيت الجار وكانوا يعطون اجوبة مغايرة للحقيقة لكل من يسال عن الدار واستمروا على ذلك لمدة سنه.حتى حدث تمشيط المدينة دارا دارا من قبل الدواعش واستولوا على الدار وعلى اثاث دور الاخوة المسيحيون.
سعد كانت الامانه تؤرقه ليلا ونهارا فهي مسجله باسم مسيحي وكذلك كل اوراقها ومعروفة في كل الحي بانها عائدة لعدي المسيحي فماذا يفعل؟
وكان اخوة سعد يذكرون له بانه في خطر ان كشفت السيارة الامانه فماذا يفعل؟ وبعد ان ضاقت الامور به توجه سعد الى ربه مخلصا وقال اللهم انك تعلم نيتي وانني قبلت الامانه لانك وضعتني في طريق جاري البريئ من كل ذنب اللهم فأعني للحفاظ عليها كما احافظ على بيتي نفسه ونسي سعد امر السيارة حتى بدات عملية تحرير الموصل حينها اصبح الدواعش يدخلون البيوت ويفتشونهاا وياخذون سيارات الناس.
حينها زار الارق سعد يوميا لان حياته اصبحت في خطر مرة اخرى. تذكر سعد انه حمل امانة واصحابها غياب وان عليه الحفاظ على الامانة مهما كلف الثمن. تذكر سعد دعوته لله واختاق قصة في نفسه كي يقصها ان سأل من قبل الدواعش الذين يسكنون مقابل داره وهو امام وجههم يوميا واغلق سعد داره وقال ليكن ما يكون....لن في افرط الامانه ابدا ابدا.
ومرت الايام ببطء الثواني والقلوب ترتجف والبال مزدحم بالاف الصور والنهايات المرعبة وتتحرر بعض الاحياء في اطراف الموصل وياتي الابن المسيحي الاصغر للموصل فقط ليشم هواها ويعود من حيث اتى وبعد ان من الله على بيت وحي سعد بالتحرير عاد مرة اخرى لكي يعانق ابن سعد ويعانقه ابن سعد بعد ثلاثة سنين من الفراق. وفي اثناء التحرير خالف سعد امر الجيش بإخراج سيارة ابو عدي الى الشارع ليسد الطريق واخرج سيارته الخاصة فقط.
بعدها بايام جائت العائلة المسيحية الكريمه الى بيت سعد. وقد ذاب سعد تحت اديم الارض من اكبارهم له وتقديرهم له لقد ابكوه وبكوا معه.
سأله سعد هل ستبقون فى الموصل ام ستهاجرون؟ أجابه كيف نفرط بجار مثلك كيف نترك ونترك ابنك نحن باقون معك الى ماشاء الله.
عمروا دارهم وصبغوه واثثوه وسيبقون جيرانا لسعد وسيبقى سعد جيرانا لهم.
لمن يشك بان المسلم حافظ على امانة المسيحي اقول له لا تشك ابدا لاني استطيع ان اعرفك على ابو عدي والذي سيروي لك الحقيقة افضل مني.
الصورة لسيارة عدي وهي واقفة في مكانها في بيت المسلم اثناء تحرير الموصل.

ابو عدي وجاره المسلم. الموصل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

22 نصيحة من ســتيـفن كــينــغ لتصبح كاتبا عظيما

أحببت رجل متزوج زوجته كانت صديقة طفولتي

رحلة جنون بقلم رثد نيازي