لماذا تبدو القراءة مملة للبعض؟



أزعم أنني توصلت إلى سبب عزوف البعض عن القراءة وشعورهم بالملل بمجرد قراءة صفحتين أو ثلاث من أي كتاب!
مع إقبال الشبان والشابات في هذه الأيام على القراءة، لاستشعارهم بأهميتها في بناء شخصية الإنسان، تكثر الشكاوى من العجز عن الاستمتاع بالقراءة كما يستمتع بها هواتها.
ويعود التفسير في رأيي الشخصي إلى سرعة القراءة مقارنة بسرعة التفكير.
من المعروف أن سرعة التفكير في العقل البشري عالية للغاية تكاد تبلغ 150 ميل في الساعة، وأي نشاط إنساني يجري بشكل أبطأ من سرعة التفكير بفارق واضح، يتسبب بشعور الإنسان بالملل، بما في ذلك الملل أثناء الحصص الدراسية عندما يكون المحاضر بطيء الكلام، والشرود في فجوات الزمن الفائض بين سرعة كلامه وسرعة تفكير عقل المستمع.
كذلك أي فيلم بطيء الأحداث، أي حديث بطيء الوتيرة، أي جهاز هاتف حتى بطيء الاستجابة يؤدي إلى شعور بالغ بالملل وعدم القدرة على الاستمرار في هذا النشاط، لنفس السبب!
بالعودة إلى القراءة، إن هواة القراءة، وبسبب ممارستهم لها منذ الصغر، وبالتالي تعوُّدِ عيونهم وعقولهم على شكل الكلمات وتركيب الجمل، تمكَّنوا من تطوير سرعة عالية للقراءة تكاد تقارب سرعة تفكيرهم، وبالتالي يستطعون المضي قدما في قراءة الكتب بتركيزهم الكامل، دون أي فجوات زمنية تؤدي بهم إلى الملل، أو الشرود أثناء القراءة.
أما الإنسان الذي يحاول البدء بممارسة هذه الهواية بعد سن النضج، حيث يكون تفكيره قد بلغ سرعات عالية، فإن سرعته في القراءة لا تزال بطيئة نسبيا، بسبب عدم الممارسة الطويلة كما عند الهواة.
البطء في القراءة، يجعل تركيزه يفلت منه في فجوات الزمن الصغيرة جدا، كبيرة التأثير جدا بين السرعتين، وبالتالي يجد عملية القراءة مملة للغاية، بعيدة عن المتعة، لأنها ببساطة غير قادرة على شغل تركيزه بشكل كامل أثناء ممارسته لها بسرعته البطيئة.
الحل؟ من يرغب حقا بدخول عالم القراءة عليه بممارستها متحليا بالصبر على نفسه، ريثما يزيد من سرعة قراءته إلى الحد الذي يوازي سرعة تفكيره.
متابعة المواد التلفزيونية المصاحبة بترجمة أسفل الشاشة ستكون تمرينا رائعا لزيادة سرعة القراءة أيضا.

‏ديما مصطفى سكران‏ (‏‎Dima Mustafa Sakran‎‏)


29حرفاً LETTER29
  1. انستغرام 29حرفاً
  2. فيسبوك 29 حرفاً
  3. تلغرام 29حرفاُ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

22 نصيحة من ســتيـفن كــينــغ لتصبح كاتبا عظيما

أحببت رجل متزوج زوجته كانت صديقة طفولتي

رحلة جنون بقلم رثد نيازي